الأربعاء، 5 مايو 2021

فاتحة : ( نعم ولا ):

 بإسم الله الولي الحميد :

للسادة : فقهاء الصوفية وآل الفكر .

السلام على مقامكم العالي بالله .

حين يتجلى لك الله سبحانه وتعالى بإسمه الولي ولينا الخفي ، وينجلي فيك حديث الولاية : 

كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإذا دعاني أجبته ، ولئن إستعاذني لأعيذنه . الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنهما .

تحس ولينا وكأن قبسا من نور الله قد حل بك ، وتفنى عن نفسك بالكامل ، وهذا هو حال الفناء الذي قد فني فيه من فنى حتى قال فيه الحسين الحلاج رحمه الله : 

أنا من أهوى ومن أهوى أنا      نحن روحان حللنا بدنا .

لكنه حال شعوري فقط وليس بمقام دائم ، ولا هو بحقيقة فقهية ولا بسر خالد ..

لذا نقول لأهل الحلول بأنه تجل فقط لإسم الله تعالى : (الولي) : حين الجذب الكامل ، وبأنه حال شعوري فقط عند كبار الأولياء قدس الله أسرارهم بعد تجلي إسم الله : (الباقي) : عليهم سبحانه وتعالى ، عند يقظتهم وصحوهم ، وبالتالي فهو حال عابر .. 

ومهما فلسفه بعض فلاسفة التصوف كباقي التصوفات الشركية  حتى قالوا بالوحدة والكثرة في ذات الله تعالى ، وبأننا موجودون فيه كما له وجود فينا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا .

فلا فيه ولا معه سواه سبحانه .

كما نقول - وبالتالي - لأهل وحدة الوجود - ولينا الخفي - بأنها وبدورها أحوال فقط ..

 وما الحقيقة إلا وحدة الشهود :

فما في الكون إلا أفعال الله تعالى وآياته وصفاته وأنوارها ، وإذا ما تجلى الرحمان سبحانه وتعالى على روح الولي بإسمه الجامع : (الله) : تجلت عليه صفاته سبحانه وتعالى في كل الكون وفيه ، فيحس وكأنه جزء منه عز وجل ، بل وكأن كل الوجود هو الله سبحانه  ..

ومن هذا الشعور قال من قال بالجزء منه تماما كما حذر من ذلك الله سبحانه وتعالى  :

وجعلوا له من عباده جزءا . 15 سورة الزخرف .

كما قال من قال كذلك بأنه - وما دام الوجود مطلقا ونحن جزء من المطلق- فالله في كل الوجود ، بل وهو المطلق الذي نحن فيه ...

  بينما وكما قال علي كرم الله وجهه : أول ما خلق الله ما لا يحد ..

وبلغتنا : إن أول ما خلق الله هي المطلقات ، وليس مطلقا واحدا ، وما وجودنا إلا في مطلق من مطلقاته سبحانه وتعالى ، إذ هو واجدها ، والمطلق مخلوق ، وليس بصفة لله سبحانه وتعالى كما يظن حتى العديد من علمائنا وفقهائنا ومفكرينا ومتصوفينا :

فما السماوات السبع والأرضين السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة ، وفضل العرشي على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة . كما روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ..

 وبالتالي فأين الله تعالى منا وما نحن إلا نطفة متطورة فيما لا يحد من هاته المطلقات ؟

 بل وهو واجدها بفتق بعد رتق وليس عن فيض ذاتي كما يفكون ، ومهما تجلت أسماؤه بصفاتها في كل الوجود سبحانه ، بل وهو فوق  كل هاته المطلقات ، ودون كيف منا ولا أين ولا حين ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ، بل تنزيه في تنزيه في تنزيه له سبحانه ، إذ لا يعلمه إلا هو ، بل : ولم نشم له أية صفة ذاتية : كما قال إبن عربي قدس الله سره رغم العديد من شطحاته الرامزة لوحدة الوجود وللوحدة في الكثرة ولوحدة الأديان ، ولسريان الإسم ذاتا في كل العالم ..

لكن ما يشفع له ولينا الخفي - والله أعلم - أنه مات فانيا في  (إسم الله) وصفته العليم ، وفي تجليه عليه سبحانه وتعالى بكل الوجود ، وهو حال والله جد عظيم تقبل الله منه .

لكنه حال فقط - ومهما عظم - وليس مقاما ، ولا هو كذلك بحقيقة فلسفية كما حاول أن يحقق رضي الله عنه وتجاوز .

والحقيقة أن الولي الكامل وفي مقام البقاء ، وبعد كل أحوال الفناء ، يعود للوجود في الكون ولذاته بعد فقدانه لها ، وبعد سريان روحه بالوجود  وغيبتها في مواجيدها ، فيرى أنوار صفات الله تعالى متجليه في حجاب الكون وفيه لكن من وراء حجب فحجب ثم حجب  ...

 وليشهد - إن تفضل الله عليه وتكرم - تجلي الله تعالى عليه (إسما وذاتا) من وراء كل حجب هذا الوجود ، بل وفيما فوق كل الوجود الذي هو في كل الواجهات وعلى كل الاتجاهات ، وفي مطلقنا هذا وما فوق كل المطلقات ..

 ولهذا ومهما رقت بك الأحوال - ولينا الخفي - يبقى العبد عبدا والرب ربا ولينا ، وتبقى ومهما علت مقاماتك الولي المخلوق لا الولي الخالق ، ومهما تجلت فيك نسبيا بعض صفات الربانية لا الربوبية  :  فلا رب إلا الله .

 والله هو الرحمان الإله وحده رب العالمين .

ومن هنا تحققنا ولله الحمد بوحدة الشهود ولينا إن أيقنت وإهتديت عن بصيرة ، ثم فقهت وشاهدت عن علم وعن عين وعن حق يقين  :

وبين وبعد وفي بحار كل هاته الأحوال والمقامات ، كانت لي ولله الحمد جذبات وجذبات فجذبات في هاته المعارج ، فكان هذا الديوان ولينا الخفي ، والذي أسميته : 

(الديوان الصوفي الخاتم) بجزءيه : 

1/ إنتصرت أنا فهل من منتصر ؟ : intisarona.blogspot.com

  و2/ وأخيرا بالله لله إبتسمت :    abyate6.blogspot.com 

والذي وإن قلت فيه (نعم) لكل أحوال الحلول والوحدة شعورا ، فإني أقول لها : (لا) : شعورا وشعريا وذوقا وفقها وفلسفة ، وكمقامات وحقائق .

ولئن كان لهذا الديوان من عنوان آخر فهو : (نعم ولا) :

إذ نعم للحلول كشعور حين تجلي إسم الله (الولي) على قلوب الأولياء وعلى أرواحهم ، ولا لهذا الحلول كحقيقة ذاتية .

ونعم لوحدة الشهود ولتجلي (أسماء وصفات الله تعالى) في كل الوجود معنويا  ... 

الوحدة المعنوية التي لا تكتمل إلا عند تجلي (إسم الرحمان تعالى بذات الله  سبحانه) على الولي الكامل ..:

فنعم إذن لوحدة الشهود فقها وفلسفة وحالا وحقيقة ، ولا للحلول والإتحاد ولوحدة الوجود لا كفلسفة ولا كمقامات .. ومهما ذقنا أحوالها  .

فلا حقيقة صوفية دون شريعة سنية ودون عقيدة قرآنية .

    ولا لوحدة التصوفات . 

ولا لوحدة الأديان تحت ستار الإبراهيمية الجديدة أو أي ضلال :

ومهما تصورت ببالك الله بخلاف ذلك.

سبحانه النور العظيم الأعظم

العلي الأعلى المتعال

ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين : 85 سورة آل عمران . 

ولهذا وغيره وللتقريب أيضا بين السلفية الفقهية والتصوف - تعليميا -  كان معهدنا الأشعري هذا :

المعهد القرآني للتصوف السني :

assamae.blogspot.com 

كما كانت - ومن أجل تدافعنا الحضاري نحو السلام الحق-  مدرستنا : 

المدرسة العرفانية للسلام الإسلامي :

kotouby.blogspot.com 

كما كانت - وكمدخل لهما ولكل رسائلنا الإصلاحية- رسالتنا :

نحو حركية ربانية جامعة :

kotoub10.blogspot.com 

ومن ذاق عرف .

والله أعلم               واللهم وجهك الكريم يا كريم . 

وكل الصلاة وكل السلام على الحبيب محمد ، وعلى آله والصحب .

============================================

جودر بناوي شارع محمد الخامس أكوراي المركز أكوراي إقليم الحاجب المغرب .

الهاتف : 24-47-86-32-06      tafsyre@gmail.com 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق